الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خلافا لاتصالات تونس و«أورونج»: تونيزيانا أو «أوريدو» تشترط خطّا تحريريّا على «أخبار الجمهورية»!

نشر في  14 ماي 2014  (10:48)

قطعت الشركة القطريّة «تونيزيانا أوريدو» اعلاناتها عن «أخبار الجمهورية» منذ مدّة، الشيء الذي استغربناه علما انّ هذه الشركة الأجنبيّة تجني مرابيح تناهز 400 مليار من مليماتنا تصدّرها بالعملة الصّعبة إلى الخارج والحال أنّ اقتصاد البلاد في خطر.. وقد بلغتني بعض معلومات التي تثير الغرابة عن أسباب هذا القطع فأردت  معرفة الحقيقة بما أنّ «أخبار الجمهورية» لها مصداقيّتها وقرّاؤها الأوفياء ولها تاريخها..
تحوّلت الى مقرّ هذه الشركة حيث استقبلتني مسؤولة كانت مصحوبة بزميلين محترمين فاستفسرتها ـ منذ البداية وبصراحتي المعهودة ـ عن أسباب انقطاع اعلانات «تونيزيانا» عن أخبار الجمهورية فأكدت انّ الشركة التي تشغّلها ترفض نشر الإشهار في صحف «الإثارة» والأمر لا يتعلّق بـ«أخبار الجمهورية» حسب قولها.. وبإعادة طرح سؤالي أجابتني بأنّ الإشهار مرتبط بالخطّ التحريري لكلّ وسيلة اعلام.. تماسكت نفسي وأجبت قائلا: وما دخل الخطّ التحريري للجريدة في اعلانات شركتكم؟ وما دخل الشركات مهما كانت جنسيتها ونشاطها في خطّ تحرير جريدة تونسية؟ فردّت بأنّ شركتها تشترط حياد الخط التحريري مقابلا لإعلاناتها، فقلت لها وكرّرت انّ خطّنا التحريري ليس محايدا بالنسبة الى سيادة تونس وحقوق المرأة والديمقراطيّة ونبذ العنف والارهاب، لكنّها شدّدت على شرط «الحياد» وهو ما أثار غضبي، فـ«تونيزيانا أوريدو» تريد فرض خطّ سياسي على جريدة تونسية بتعلّة الحياد.. ولأنّي لم أكن مستعدّا للتنازل أنهيت الجلسة  فورا وغادرت المكان وأنا أعاهد نفسي بعدم التزام الحياد كلّما تعلّق الأمر بالحرّية وحقوق الانسان وحقوق المرأة واستقلال القضاء وسيادة تونس وانتقاد أيّ حاكم عربي يهين مسؤولا تونسيّا  فضلا عن تدخّل حكومة أجنبية أو شركة أجنبية في شؤوننا الداخلية.. و بالمناسبة أشكر «اتصالات تونس» و«أورونج» اللتين لم تتدخّلا أبدا في خطّنا التحريري، وكردّ فعل قررت التخلي عن استعمال شفرة «تونيزيانا أريدو» لأنّي أرفض هذا النوع من الإملاءات التافهة والمتخلّفة.

المنصف بن مراد